**حب الثناء**

بسم الله الرحمن الرحيم  
صورة


**حب الثناء**

ما رأيكنَّ بهذا الموضوع؟
أليس للأسف الشديد قائمة عليه حياتنا؟
هذا مأساة، من أمراض القلوب المهلكة، اسمه "من مهلكات القلوب"
عورة من عورات القلب، كل شخص يحب أن يثني عليه الناس، يفكّر: ماذا ستقول الناس إذا فعلت كذا؟
ماذا ستفعل إذا فعلت كذا؟ لماذا لم يشكرني أحد؟ لماذا لا يفعل معي أحد كذا؟ و كذا؟
كل محور تفكيره "ماذا ستقول الناس"!!!
و كيف أرضيهم؟ ستجدي التفات قلبه إلى غير الله عز و جل، و هذه من مهلكات القلوب، أن تلتفت إلى غيره سبحانه و تعالى .. هو خلق لكِ قلبك ليلتفت إليه وحده، فإذا بكِ تحوّلي القلب إلى الخلق
الرَّب غني، مغني، واسع .. و الخلق فقراء، ناقصون!
فتلتفتي إلى الفقراء الناقصون فما يكون جزاءك إلا الانهيارات النفسية، و الصدمات، و الوقوع في الخطأ، لماذا؟
لأنه ينتظر منهم الشكر، فإن لم يشكروني، صُدِم!
لم أكن أتوقع أبدًا أن تفعل معي ذلك! لم أكن أتصوَّر، لم أكن، لم أكن، لم أكن!
اهربي من هذا الموضوع أصلًا! أخرجي نفسك، استري عورة قلبك، أن يلتفت إلى غير الله عز و جل
القلب الذي يعظّم الرّب تبارك و تعالى، لا ينتظر شكر و لا ثناء إلا من الله، لا يقصد بعمله إلا الله
يعلم أنه من الرياء أن تقصدي بعملك غير الله عز و جل، و هو من الشرك الخفي الذي يحبط العمل، و أنه يؤدي أحيانًا كثيرة هذا الشرك لا تستهيني به، ممكن شخص يكون كل تصرفاته لكي يرضي البشر! مأساة نسأل الله أن يعافينا!

صورة

اجعلي كل تفكيرك "قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله ربّ العالمين، و بذلك أمرت"
أُمرت! أُمرت، وجوب التوحيد، "قل الله فاعبد مخلصًا له الدين"
"من التمس رِضا اللهِ بسخَطِ الناسِ ؛ رضِيَ اللهُ عنه ، وأرْضى عنه الناسَ ، ومن التَمس رضا الناسِ بسخَطِ اللهِ ، سخِط اللهُ عليه ، وأسخَط عليه الناسَ" [صححه الألباني في صحيح الترغيب: (2250)]، و هناك أيضًا حديث لكنه ضعيف للألباني "إن من ضعف اليقين أن تحمد الناس على ما أتاك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، و لا يردّه كراهية كاره"!
صورة

أين أنتم؟ الذي يسخّر البشر للبشر هو الله تبارك و تعالى
الشخص الذي مثل ما يقولون "طالعة بيه السما" الذي سخّره لكِ هو الله!
و والله لو خلا الله عز و جل بينكِ و بينه دون تسخير، و دون توفيق، لوجدتيه أشح ما يكون، أبخل ما يكون، أفزع ما يكون، أغلظ ما يكون! "إن الإنسان خلق هلوعًا، إذا مسه الشر جزوعًا، و إذا مسه الخير منوعًا، إلا المصلين"
يجب أن تشكريه لأن جزاء الإحسان الإحسان، لكن بداخلك تعلمي يقينًا أن من الذي سخّره لكِ؟ الله وحده

صورة

حالة القلب مهمة جدًا، لماذا؟
لأنكِ إذا تخيلتِ أن هذا منه هو، قلبك سيتعلق به هو من دون الله، و ستنتظري منه هو، و تمدحيه هو، و تنتظري الحنان و الود و العطاء و العشم و كل شيء منه! لكن إذا علمتِ أنه من تسخير الله، يصبح "إذا سألت فسأل (الله)" فرق شاسع بين الحالتين، بين حالة القلب! بين من يلتفت بقلبه إلى الله، و بين من يلتفت بقلبه إلى عبد من عباد الله، و الفرق بينهما كما الفرق بين السماء ذات الرجع، و الأرض ذات الصدع!
حب الثناء إذا لم تعالجيه فعامليه بالمجاهدة
هل هناك إنسان لا يحب الثناء؟ بل هو أمر طبيعي
لكن لا بد أن تستريه بتقوى الله عز و جل، تدفعي عنكِ العمل من أجل ثناء الناس
فحب الثناء، هذه عورة، إن لم تستريها بتجريد العمل لله، و تجاهدي نفسك بأني أنتظر من الشكور الذي لا يضيع سعي العاملين عنده، و هذا اليقين يدفعك إلى الإخلاص و إلى قصد ربك عز و جل، و أنه سبحانه و تعالى وحده الذي أنتظر منه، و أوحده بعبادة الرجاء لو لم يكن هذه حالة قلبك لوقعتِ في ماذا؟
في الرياء .. و هو العمل من أجل ثناء الناس و رؤية الخلق والعياذ بالله، و قد ذم الله عز و جل هذا العمل في قوله: "يراءون الناس و لا يذكرون الله إلا قليلًا" الرياء صفة من صفات المنافقين، المشركين

هذه المجاهدة لو انتصرتِ فيها، ماذا سيحدث؟
سيلبس القلب بلباس التقوى "و لباس التقوى ذلك خير"

صورة




لا تغتر بثناء الناس عليك !
 مقطع قصير للشيخ المغامسي حفظه الله وبارك فيه
 http://safeshare.tv/w/XsdiocxbhA
صورة

0 التعليقات:

أضف تعليق