درر قيلت في العجب والرياء

 لعلها طويلة لكنها درر قيلت في العجب والرياء

القسم الأول :

وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:
الهلاك في شيئين: العجب والقنوط ..
(وإنما جمع بينهما لأن السعادة لا تنال إلا بالطلب والتشمير، والقانط لا يطلب، والمعجب يظن أنه قد ظفر بمراده فلا يسعى)
مختصر منهاج القاصدين ص (234)

وقال إسحاق بن خلف -رحمه الله-:
ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول ابن آدم: ليت شعري بما يختم لي!
قال: عندها ييأس منه ويقول: متى يعجب هذا بعمله؟!
شعب الإيمان (1/508)

وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:
لو أن المبتدع تواضع لكتاب الله وسنة نبيه ، لاتبع ما ابتدع ، و لكنه أُعجب برأيه فاقتدى بما اخترع.
التذكرة في الوعظ ( ص 97)

وقال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-:
اثنتان منجيتان , واثنتان مهلكتان , فالمنجيتان: النية والنهى , فالنية أن تنوي أن تطيع الله فيما يستقبل , والنهى أن تنهى نفسك عما حرم الله عز وجل , والمهلكتان: العجب، والقنوط.
حلية الأولياء (7/298)

وقال السري السقطي –رحمه الله-:
خَفِيَتْ عليّ علة ثلاثين سنة... وذلك أنّا كنا جماعة نبكِّر إلى الجمعة ولنا أماكن قد عرفت بنا لا نكاد أن نخلو عنها فمات رجل من جيراننا يوم جمعة فأحببت أن أشيع جنازته فشيعتها وأضحيت عن وقتي، ثم جئت أريد الجمعة فلما أن قربت من المسجد قالت لي نفسي: الآن يرونك وقد أضحيت وتخلفت عن وقتك، فشق ذلك علي فقلت لنفسي: أراك مرائية منذ ثلاثين سنة وأنا لا أدري، فتركت ذلك المكان الذي كنت آتيه فجعلت أصلى في أماكن مختلفة لئلا يعرف مكاني هذا أو نحوه
حلية الأولياء (10/ 125)

وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:
إن استطعت أن لا تكون محدثًا ولا قارئًا ولا متكلمًا. فإن كنت بليغًا، قالوا: ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته، ويعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغًا ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يحسن يحدث، وليس صوته بحسن، أحزنك ذلك وشق عليك فتكون مرائيًا،
وإذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك ومن مدحك، فتكلم.
سير أعلام النبلاء (8/109)

سُئل عبد الله بن المبارك –رحمه الله- عن مفهوم العُجْب؟ فقال: أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك !
شعب الإيمان (7/50) ، تذكرة الحفاظ (1/278)

وقال بشر بن الحارث –رحمه الله- : 
«العجب أن تستكثر، عملك وتستقل عمل الناس أو عمل غيرك»
حلية الأولياء (8/348)

وقال الذهبي -رحمه الله-:
فمن طلب العلم للعمل كسره العلم وبكى على نفسه ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق واختال وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الأنفس {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} [الشمس: 9، 10] أي: دسسها بالفجور والمعصية.
سير أعلام النبلاء (13/378)

وعن مطرف - رحمه الله - قال :
لأن أبيت نائما وأصبح نادما ، أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا !
المجالسة وجواهر العلم (6/327)

وقال الحسن البصري -رحمه الله-:
لو كان كلام بني آدم كله صدقاً ، وعمله كله حسناً ،يوشك أن يخسر !
قيل: وكيف يخسر؟ قال: يعجب بنفسه.
شعب الإيمان (5/454)

وقال أبو حفص -رحمه الله-:
من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها في جميع الأحوال ولم يجرها إلي مكروهها في سائر أيامه مغروراً ومن نظر إلى نفسه باستحسان شيء منها فقد أهلكها وكيف يصح لعاقل الرضى عن نفسه والكريم ابن الكريم ابن الكريم يقول وما أبريء نفسي أن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي 
المقاصد الحسنة ص (120)

القسم الثاني :

وقال عبيد الله بن عمر -رضي الله عنهما-:
أن عمر بن الخطاب كان جالسا ذات يوم ، فمرت به جارية تحمل قربة ، فقام ، فأخذ منها القربة وحملها على عنقه حتى وداها ثم رجع ،فقال له أصحابه : يرحمك الله يا أمير المؤمنين ! ما حملك على هذا ؟ قال : إن نفسي أعجبتني ؛ فأردت أن أذلها .
المجالسة وجواهر العلم (6/91)

وقال ابن القيم -رحمه الله - في كلام له في عقوبات الذنوب:
فسبحان الله كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر، وقلب ممسوخ وقلب مخسوف به، وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر الله عليه ومستدرج بنعم الله عليه؛ وكل هذه عقوبات وإهانةويظن الجاهل أنها كرامة.!
الجواب الكافي (ص 140(

وقال الإمام الذهبي –رحمه الله-:
فكم من رجل نطق بالحق وأمر بالمعروف فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده وحبه للرئاسة الدينية فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياءوأرباب الوقوف والترب المزخرفة وهو داء خفي يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين فتراهم يلتقون العدو ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبآت وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال والعجب ولبس القراقل المذهبة –نوع من الثياب-، والخوذ المزخرفة والعدد المحلاة على نفوس متكبرة وفرسان متجبرة .. فأنى ينصرون؟ وكيف لا يخذلون؟ اللهم: فانصر دينك ووفق عبادك.
سير أعلام النبلاء (18/ 192)

وقال سفيان الثوري -رحمه الله-:
إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء، فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك، وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله وأزكى منك عملا، فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم أو حاجة تطلبها إليهم في أمور كثيرة، فإنما تريد بعملك زعمت وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره
فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة وكفى بطول الأمل قلة خوف وجرأة على المعاصي، وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل
حلية الأولياء (6/391)

وقال الحارث بن نبهان –رحمه الله-:
سمعت محمد بن واسع، يقول: «واصاحباه ذهب أصحابي» قلت: رحمك الله أبا عبد الله أليس قد نشأ شباب يصومون النهار ويقومون الليل ويجاهدون في سبيل الله قال: «بلى ولكن أخ» ، وتفل، «أفسدهم العجب» 
حلية الأولياء (2/352)

وقال هشام الدستوائي –رحمه الله-:
والله ما أستطيع أن أقول أنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل .
قلت ـ أي الذهبي ـ :
والله ولا أنا ، فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا ، وصاروا أئمة يقتدى بهم ، وطلبه قوم منهم أولا لا لله ، وحصلوه ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم ، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق .
سير أعلام النبلاء (7/152)

وقال ابن القيم -رحمه الله-:
إن الله سبحانه إذا أراد بعبده خيرًا أنساه رؤية طاعاته ورفعها من قلبه ولسانه، فإذا ابتلى بذنب جعله نصب عينيه، ونسى طاعته وجعل همه كله بذنبه، فلا يزال ذنبه أمامه، إن قام أو قعد، أو غدا أو راح، فيكون هذا عين الرحمة في حقه،


كما قال بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يعمل الخطيئة لا تزال نصب عينيه، كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرّع وأناب إلى الله، وذلّ له وانكسر وعمل لها أعمالاًفتكون سبب الرحمة في حقه، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمنّ بها، ويراها، ويعتدّ بها على ربه وعلى الخلق، ويتكبر بها ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها، فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار .
مفتاح دار السعادة (1/297)

وقال الماوردي –رحمه الله-:
ومما أنذرك به من حالي أنني صنفت في البيوع كتابا جمعت فيه ما استطعت من كتب الناس، وأجهدت فيه نفسي وكددت فيه خاطري، حتى إذا تهذب واستكمل وكدت أعجب به وتصورت أنني أشد الناس اضطلاعا بعلمه، حضرني، وأنا في مجلسي أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط تضمنت أربع مسائل لم أعرف لواحدة منهن جوابا، فأطرقت مفكرا، وبحالي وحالهمامعتبرا فقالا: ما عندك فيما سألناك جواب، وأنت زعيم هذه الجماعة؟ فقلت: لا. فقالا: واها لك، وانصرفا. ثم أتيا من يتقدمه في العلم كثير من أصحابي فسألاه فأجابهما مسرعا بما أقنعهما وانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه، فبقيت مرتبكا، وبحالهما وحالي معتبرا وإني لعلى ما كنت عليه من المسائل إلى وقتي، فكان ذلك زاجر نصيحة ونذير عظة تذلل بها قياد النفس، وانخفض لها جناح العجب، توفيقا منحته ورشدا أوتيته.
أدب الدنيا والدين (ص73)

وقال ابن القيم –رحمه الله-:
اعلم أن العبد إذا شرع في قول أو عمل يبتغي مرضاة الله، مطالعًا فيه منّة الله عليه به، وتوفيقه له فيه، وأنه بالله لا بنفسه، ولا بمعرفته وفكره وحوله وقوته، بل هو الذي أنشأ له اللسان والقلب والعين والأذن، فالذي منّ عليه بالقول والفعل ، فإذا لم يغب ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي أصله رؤية نفسه وغيبته عن شهود منة ربه وتوفيقه.
الفوائد (ص 152)

وأقول في النهاية ملخص ما ذكر في كلمة واحدة حتى نخرج من العجب نردّ الفضل لله عز وجلّ دائما وأبدا ..

0 التعليقات:

أضف تعليق