بسمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته ..
من كتاب " وقد خابَ من دسَّاها "
للدكتور :مُحمّد ياسر المسْدي .. أقتطفُ لكُنَّ هذا الموضوع :
مضارُّ الهوى
قال الماروديُّ رحمهُ الله : (وأما الهوى فهوَ عن الخيرِ صادّ ، وللعقلِ مُضادّ ،لأنَّهُ ينتجُ من الأخلاقِ أقبَحَها ، ويُظهرُ من الأفعالِ فضائِحَها ، ويجعلُ سترَ المروءةِ مهتوكًا ، ومدخلَ الشَّرِّ مسلوكًا )
فمضارُّ اتِّباعِ الهوى كثيرةٌ وخطيرة على إيمانِ المرء نذكُرُ أهمَّها :
- اتِّباعُ الهوى أسرٌ وقيد :
وقالَ ابنُ تيميةَ رحمَهُ اللهُ : (المحبوسُ من حُبسَ قلبُهُ عن ربِّه ، والمأسورُ من أسرَهُ هواه)
- اتِّباعُ الهوى يصُدُّ عن الحقّ:
وقالَ ابنُ تيميةَ : (صاحبُ الهوى يُعميهِ هواهُ ويُصمُّهُ ، فلا يستحضرُ ما للهِ ورسولِهِ في الأمر، ولا يطلُبُهُ أصلًا ، ولا يرضى لرضى اللهِ ورسوله ،...... بل يرضى إذا حصلَ ما يرضاهُ هواه ، فليسَ قصدُهُ أن تكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا ، بل قصدُهُ الحميّة لنفسه أوطائفتِهِ أو الرِّياءُ)
بل إنَّ أصحاب الهوى يغضبونَ على من خالفهم وإن كانَ معذورًا ، ويرضونَ عمّن يوافقهم وإن كان جاهلًا سيءَ القصدِ ، وتصيرُ موالاتُهم ومعاداتُهم على أهواءِ أنفُسِهم لا على دينِ اللهِ ورسوله .
- اتِّباعُ الهوى يُفسدُ العقلَ ويعطل المدارك :
تأمَّل قولَ اللهِ تعالى:"أفرأيتَ من اتَّخذَ إلههُ هواهُ وأضَلَّهُ اللهُ على علمٍ وختمَ على سمعِهِ وقلبِهِ وجعلَ على بصَرِهِ غشاوةً"[الجاثية:23]
فصاحبُ الهوى لا يستخدم علمه بشكلٍ صحيحٍ حتَّى يصبحَ أعمى القلب ، لا يسمع ، ولا يرى إلا ما يملي عليهِ هواه ، فلا يستجيبُ لمنهجٍ ولا ينفعُ معهُ _والعياذُ باللهِ _ إرشادٌ ولا توجيه ، قالَ تعالى: "فإن لم يستجيبوا لكَ فاعلم أنَّما يتَّبعونَ أهواءَهُم" [القصص:50]
قال الشاعرُ:
إنّ الهوى يُفسِدُ العقلَ السَّليمَ .. ومن يعصي الهوى يسلَم من الضَّرر
- اتِّباعُ الهوى سببٌ في إضلالِ الآخرينَ :
فأصحابُ الاهواءِ لا يقتصرُ ضررُهم على أنفُسِهم ، بل يتعدَّاهُم إلى الآخرينَ من أتباعِهم ، وذلكَ مثلُ أهلِ الزَّيغِ والفسادِ والبدعِ ومن شابهَهُم.
- اتِّباعُ الهوى من أهمِّ أسبابِ الأمراضِ الباطنةِ:
فالذي يتمكَّنُ منهُ الهوى ، ويخالفُ دلالة القرآنِ والحديثِ ووصايا الفُقهاءِ لن تراهُ إلَّا في تعثُّرٍ ووقوعٍ يُكبُّ على وجههِ لا يعرفُ اتِّزانًا ولا صُعودًا.
0 التعليقات: