*حب النفس*


بسم الله


صورة

*حب النفس*


إذا زاد عن الحد الطبيعي سيؤدي بالإنسان إلى الأنانية، إلى أن ينظر إلى حاجة الغير، تريد كل شيء لنفسها .. أنا فقط، لا أبالي بغيري سعداء أم لا المهم أنا. هذه تسمى أنانية، لو زاد الحب عن الطبيعي تعتبر هذه عورة تؤدي إلى مرض من أمراض القلوب اسمه "الأثرة" أي: الأنانية، يؤدي أيضًا إلى مرض "الحسد" و هو التألُّــــــم عند رؤية نعمة الغير. نسأل الله العفو و العافية، من كبائر القلوب تمني زوال النعمة، لا تتخيلي أن الحسد هو تمني زوال النعمة، بل هو النتيجة الأخيرة، نتيجة الحقد .. لكن مجرَّد الألم، هناك من يتألم عندما ترى نعمة على غيرها، يا ليتها كانت لي أنا، أنـــا .. هذه تسمى أنانية نسأل الله أن يعافينا و يعافي الجميع و أن ينقّي صدورنا اللهم آمين


أنتِ إذا سترتيها بالتقوى أول ما تشاهدي نعمة الغير تبرّكي (اللهم بارك لها، اللهم زدها، اللهم أعطني و بارك لها)تقولي: الذي أعطاها هو ربّي، ربي من أعطاها و أنا أرضى بفعل ربي، ربي قادر يعطيني، فلو كان هذا يصلحني أعطني يا عظيم يا كريم يا محسن يا جواد يا بر يا تواب مثلما أعطيتها .. لكن من تحسد هي تعترض!

هو أعطاها لحكمة و منعها لحكمة، و أعطاكِ لحكمة و منعها لحكمة، أفعاله كلها مصلحة، القبض لحكمة، و البسط لحكمة، أن يحرمك من عاطفة زوج (حكمة) فيها مصلحة، و أن يبسط لكِ مشاعره هذا بسط و عطاء منه سبحانه و تعالى لأنه وحده هو المالك و القادر عليه، و عندما تُحرمي اعلمي أن هناك حكمة و مصلحة

حينما ترزقي اعلمي أنها الحكمة و المصلحة

أرأيت؟ أناس لا تستحق و ماذا عندها؟ فلانة ولا شيء و زوجها وضعها على رأسه من فوق، و أنا ماذا و زوجي كيف يعاملني؟

أنتِ تعترضين على المعطى أم المعطي؟

و لذلك من عظيم الدعاء "اللهم ما رزقتني مما أحب، فاجعله قوّة لي فيما تحب، و ما زويت عني مما أحب، فاجعله فراغًا لي فيما تحب"



صورة




هناك أنواع من الحرمان ستتعرضي لها؛ لأننا في (الدنيا)، قولي يا رب هذا الحرمان يكون فراغ لك وحدك يا رب.

كثير منا يحرم من الزوج، الابن، الأهل، الصحة، المال .. كل حرمان اجعليه فراغًا لله..

كيف؟

تجعليه يقرّبك إلى الله .. الرجل الذي يحب زوجته، أليس يشغلها؟

كل فترة يتصل عليها؟ ماذا فعلتِ؟ و هكذا .. كلما تذهب إلى مكان تجد الهاتف يرن منه (أحيانًا تكون هناك أنواع من الرجال هكذا، و كذلك المرأة لكنها لا تنفع، بل تكون مقبولة فقط من الرجل و ليس المرأة) هذا يشغلك؟ فأحيانًا يحرمك الله عز و جل؛ لأنه يريدها

و أخرى زوجها يكون مثلما يقولون (آية في مصحف) و يُقبض الزوج .. يموت!

من عجيب الأمور أن ولد يكون صالحًا جدًا، ودود جدًا، وحيد

و يتعلق قلب الوالد و الوالدة به، يُقبض الولد "إن الله يغار على قلوب عباده أن تلتفت إلى غيره"

حينما يكون هناك تعلق شديد، و الله عز و جل يحبك و يريدك له سبحانه و تعالى، يكون هناك قبض، و القبض ليس للأرواح فقط، إنما لأشياء كثيرة

إذًا هنا هذه عورة (استريها بالتقوى)




صورة

ما هو تصورنا لما يكتبه إبليس اليوم ؟


إبليس يريد أن يوقد فينا فتنة الأنانية ، ينفخ فينا جينات و كروموزومات الأنانية ، يصير الإنسان "أنا و بعدي الطوفان "

قال أبو فراس
إذا مت ضمآن فلا نزل القطر

لماذا يقول أبو فراس الحمداني هذا ؟
إذا مت عطشان فليت المطر لا ينزل بعد ذلك ، أنتَ مِتَّ ظمآن
فلماذا تدعو على النّاس أن لا ينزل المطر ...؟!
هذه صورة من صور الأنانية .

لكن حبيب النجار صاحب ياسين عندما مات
قال :"
يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين "
قال صلَّى الله عليه وسلم :[
رحم الله حبيب النَّجار وعظ أهله حيًا و تمنى لهم الخير ميتًا]


صورة


العجيب في مفهوم العبادة الأنا تذوب في نحن

(إن جاز التعبير ) كيف ؟

سورة الفاتحة ( الحمد) الحمد لله رب العالمين هنا ضمير الغائب ، الرَّحمن الرَّحيم ،مالك يوم الدِّين ، ثمَّ يأتي ضمير المخاطب (إيَّاك نعبد و إيَّاك نستعين ) يُسمى الالتفات البلاغي .


القضية هنا ماذا ؟
أنا أصلِّي منفردًا لكن لا أعبد منفردًا ، ليست إيَّاك أعبد و إيَّاك أستعين بل إيَّاك نعبد و إياك نستعين ، ليست اهدني الصراط المستقيم بل اهدنا الصراط المستقيم.

إذن الأنا تذوب في دائرة نحن ، ثمَّ تركع و تقول سبحان ربي العظيم ( أنتَ تسبِّح ربَّك العظيم ) ، سمع الله لمن حمده ، ثمَّ ربَّنا ولك الحمد ( وليس ربي ولك الحمد )


من أنا إلى نحن



عنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُعَاذٍ ؛ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَفْضَلِ الإِيمَانِ ؟ قَالَ : أَفْضَلُ الإِيمَانِ : أَنْ تُحِبَّ ِللهِ ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ ، قَالَ : وَمَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا ، أَوْ تَصْمُتَ. أخرجه أحمد 5/247(22481) .



انظري كيف يعلمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حب الخير للناس كما نحبه لأنفسنا و  أن نكره لهم ما نكره لأنفسنا ! هذا هو ديننا الحنيف و مكارم الأخلاق الحميدة ي

لا أن تكوني أنانية همك و شغلك الشاغل نفسي نفسي

أنا أنا .


صورة

منَ الأُمُور التي تُعالج الأنانية:


• حسن التربية في الصغر.

• القدوة الحسنة.

• القراءة في سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم و سير الصحابة و السلف الصالح

• التعاون والتقارب بين الناس.

• النظر في عواقب هذا الخلق الذميم


صورة

0 التعليقات:

أضف تعليق