كيف تدفع زوجتك إلى التزين لك؟

كيف تدفع زوجتك إلى التزين لك؟

محمد رشيد العويد


زوجتي جالسة أمام المرآة ، تضع زينتها ، وتسرح شعرها ، وتكحل عينيها ، وتبدل أثوابها لتختار ثوباً تراه عليها جميلاً .
لعلكم تحسدونني قائلين : هنيئاً لك بزوجتك ، تهتم بشكلها ، وتتجمل لك ، لتظهر أمامك في أجمل صورة ، وأبهى حُلَّة !
لكنكم لن تستمروا في هذا الحسد حين تعلمون أنها ما جلست تنزين وتتجمل إلا حين أخبرتها أننا سنقوم بزيارة صديق ألتقي عنده مجموعةً من الأصدقاء ، وتلتقي هي زوجاتهم – في غرفة أخرى طبعاً – ولهذا انصرفتْ تتزين وتتجمل !
يعني أنها لم تكن تتزين لي ، ولا تتجمل لنظري ، إنما تتزين لصديقاتها اللاتي ستلتقيهن بعد قليل ، وتتجمل لتتباهى أمامهن بلباسها وزينتها ! ستقولون : ولكنك ستراها أيضاً أنت ، وبذا يكون لك من تجملها وزينتها نصيب .. لعله نصيب الأسد !
وأرد عليكم بأمرين :

أولهما : أنها ما إن تنهي تزينها حتى ترتدي حجابها استعداداً للانطلاق في زيارتنا .. فلا أراها بعد تزينها إلا دقائق قليلة هي فيها متعجلة غيرُ مستعدة حتى لسماع كلمة إعجاب مني .
ثانيها : أنها – أي زوجتي – فور عودتها من زيارتها إلى بيتها ترتدي ثياب البيت بعد أن تُعيد الثياب الجميلة إلى الخزانة لتقبع هناك انتظاراً لزيارة جديدة تقوم بها ، ومادامت الأعمال بالنيات فإني أحياناً أضيق حتى بهذه الزينة التي تظهر فيها زوجتي لأن أعلم أن نيتها فيها لم تكن لزوجها إنما لصديقاتها .

وحينما أحاول أن أذكّر زوجتي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يصف فيه الزوجة بأنها التي تسر زوجها إذا نظر إليها .. ترد عليَّ فهمي الخاطئ ، إذ أنها ترى أن السرور المقصود في الحديث إنما هو من النظر إلى خلق الزوجة ، وأدبها ، ودينها … وليس إلى شكلها ومظهرها .
وأبيّن لها أن فهمها هو الخاطئ ، وأن فهمي هو الصحيح ، لأنه ما فهمه شراح الحديث ، فترد عليَّ رداً عجيباً وتقول : أريد أن أعرف .. ماذا لا يعجبك في شكلي ؟ ألم يعجبك حين خطبتني ؟ لماذا تشتكي الآن وتريدني أن أغيّر من ملامحي بهذه الأصباغ !! لماذا تريدني أن أخدعك ؟!
ولا أريد أن أعلّق على كلامها هذا ، وأترك لكم رسم ما شئتم من أمارات التعجب والدهشة على وجوهكم !! ولعلكم تقترحون عليَّ ردوداً مختلفة لأرد بها على كلامها ذلك .. من مثل :

– أنا أريد أن تخدعيني ، نعم ، اخدعيني بتزينك وتجملك لي.
– اعتبريني مثل إحدى صديقاتك أو جاراتك اللواتي تتزينين لهن .
– دعيني أرى عليك ما أشتريه لك من ثياب حتى تشجعيني على شراء غيرها .

ولعلكم ترون ردوداً غير هذه .. أقوى في الحجة وأبلغ في البيان ، ولكن المشكلة ليست في قوة الرد وبلاغته .. بل في استعداد زوجتي للاقتناع بأن تزينها وتجملها لي جزء مهم من صلاحها .

سأحدثكم أخيراً عن أسلوب يلجأ إليه صديق لدفع زوجته إلى التزين ؛ أسلوب لا أدري لِمَ لَمْ أحاول اتباعه حتى الآن .
يقول هذا الصديق لزوجته : ما رأيك في زيارة بيت فلان ؟ وتفهم زوجتُه عزمه على الزيارة فتقوم تتزين وتلبس لتفاجأ به مازال جالسا غير مستعد للذهاب .. فيقول لها : لقد سألتك ما رأيك في زيارتهم ولم أقل سنزورهم الآن .. !
ثم يلاطف زوجته ويكافئها ويطمئنها إلى أن تزينها له إنما هو من حسن تبعلها الذي تنال به أعظم الأجر وأجزل الثواب .

مما راق لي ~

0 التعليقات:

أضف تعليق