

و نصحت أم ابنتها بالنصيحة التالية و قد مزجتها بابتسامتها و دموعها: يا بُنيَّتي!
أنتِ
مقبلة على حياة جديدة .. حياة لا مكان فيها لأمك أو لأبيكِ أو لأحد من
إخوتك فيها ... ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه فيكِ أحد حتى لو كان
من لحمك و دمك ...
كوني له زوجة يا بنتي و كوني له أمًا، اجعليه يشعر أنكِ كل شيء في حياته و كل شيء في دنياه ...
اذكري دائمًا أن الرجل -أي رجل- طفل كبير، أقل كلمة حُلوة قد تسعده، لا تجعليه يشعر أنه بزواجه منكِ قد حرمكِ من أهلك و أسرتك، إن هذا الشعور نفسه قد ينتابه هو، فهو أيضًا قد ترك والديه و ترك أسرته من أجلك،
و لكن الفرق بينك و بينه هو ما بين المرأة و الرجل .. و المرأة تحن دائمًا
إلى أسرتها، إلى بيتها، الذي ولدت فيه، و نشأت و كبرت و تعلمت .. و لكن
لابد أن تُعود نفسها على هذه الحياة الجديدة، لابد لها أن تكيف حياتها مع
الرجل الذي أصبح لها زوجًا و راعيًا و أبًا لأطفالها .. هذه هي دنياكِ
الجديدة.
يا ابنتي، هذا هو حاضرك و مستقبلك، هذه هي أسرتك التي شاركتما -أنتِ و زوجكِ- في صنعها، أما أبواك فهما ماضٍ ...
إنني لا أطلب منك أن تنسي أباك و أمك و إخوتك، لأنهم لا ينسوكِ أبدًا يا حبيبتي، و كيف تنسى الأم فلذة كبدها ؟!
و لكنني أطلب منك أن تحبي زوجك و تعيشي له و تسعدي بحياتك معه.

وصية أب لابنته عند الزّواج
أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته، فقال: "إيَّاكِ و الغيرة؛ فإنها مفتاح الطلاق! إيَّاكِ و كثرة العتب؛ فإنه يورث البغضاء، و عليكِ بالكحل؛ فإنه أزين الزينة، و أطيب الطيب الماء".
0 التعليقات: